وواسم المنـون حـد مفــرده |
|
والفرق بين الجمع من ضرب يده |
بـارقـة صاعـقـة العـذاب |
|
بـارقـة تذهـب بــالـبـاب |
بارقـة تحصـد فـي الرؤوس |
|
تـزهـق بالارواح والنـفـوس |
واســى اخـاه حين لا مواسي |
|
في موقف يـزلـزل الـرواسي |
بعزمـة تكـاد تسبـق القضـا |
|
وسطوة تملأ بالـرعـب الفضـا |
دافع عن سبـط نبـي الرحمة |
|
بهمـة ما فـوقهـا مـن هـمة |
بهمة من فـوق هامـة الفلـك |
|
ولا ينـالـهـا نـبـي أو ملـك |
واستعرض الصفوف واستطالا |
|
على العـدا ونـكـس الابـطالا |
لف جيوش البغـي والفـسـاد |
|
بنشـر روح العـدل والـرشـاد |
كر عليـهـم كـرة الـكـرار |
|
أوردهـم بالسـيـف ورد النـار |
واحـدة لكنـه كـل الـقـوى |
|
وليث غابـه بطـف نينـوى |
ناح على اخيـه نـوح الثكـلى |
|
بل النبي في الرفيـق الاعـلى |
وانشقت السمـا وامطرت دمـا |
|
فمـا اجـل رزؤه واعظـمـا |
بكاه كالهطـال حـزنـاً والـده |
|
وكيـف لا وبـان منه ساعده |
بكاه صنوه الزكـي المجتـبـى |
|
وكيف لا ونور عيـنـه خبـا |
ناحت بنات الوحـي والتنـزيل |
|
عليه مذ امسـت بـلا كفيـل |
ناحت عليه الحور في قصورها |
|
لنوح آل البيت فـي خـدورها |
ناحت عليـه زمـر الامـلاك |
|
مذ ناحت العقـائـل الـزواكي |
فمن لتلك الخفـرات الطـاهرة |
|
مذ سبيت حسرى القناع سافرة |
أين ربيب المجـد امـاً وابـا |
|
عن اخواته وهـن في السبـا |
فهنـاك هـب ابن الوصي الى الوغى |
|
بهمة ليـث لـم يـرعـه قتامها |
أبو الفضـل حامـي ثغرة الدين جامع |
|
فرائده ان سل منهـا نظـامهـا |
نضى لقراع الشـوس غضبـاً بحـده |
|
ليوم التنـادي يستـكـن حمامها |
عليه انطوت في حلبة الطعن فانطوى |
|
عليه الفضا منه وضاق مقامهـا |
وخاض بهـا جـراً يـرف عبـابـه |
|
ضباً ويد الاقدار جالت سهـامها |
فحلأها عن جـانـب النهـر عنـوة |
|
وولت عواديهـا يصـل لجامها |
ودمدم ليـث الغـاب يعطـو بسـالة |
|
الى الماء لم يكبر عليه ازدحامها |
ثنى رجله عن صهوة المهر وامتطى |
|
قرى النهر واحتل السقاء همامها |
وهـب الـى نحـو الخيـام مشمراً |
|
لري عطاشا قد طواهـا اوامها |
المـت بـه سـوداء يخطـف برقها |
|
البصائر من رعب ويعلو قتامها |
جلاهـا بمشحـوذ الغـرارين ابلج |
|
يدب به للـدار عيـن حمامهـا |
فلولا قضـاء الله لـم يبـق منهـم |
|
حسيس ولم يكبر عليه اتصامها |
بماضيـة الاقـدار جـذت يسـاره |
|
وثنت بيمنى منه طاب التثـامها |
وفي عمد حتم القضـا شـج رأسه |
|
ترجل وانثالـت عليـه لئـامها |
به انتظمت سمر القنـا وتشاكلـت |
|
وكم فيه يوم الروع حل نظامها |
دعا يا حمى الاسلام يا ابن الذي به |
|
دعائـم ديـن الله شـد قوامها |
جرى نافذ الاقدار فيمـن تحـمـه |
|
سراعاً فان النفس حان حمامها |
فشد مجيباً دعـوة الليث طالباً |
|
تراب به الأعداء طـال اجتـرامها |
طواها ضراباً سل فيه نفوسها |
|
وحلق فيـهـا للبـوار اختـرامهـا |
واحنى عليه قائلاً هتك العدى |
|
حجاب المعالـي واستحـل حرامها |
أخي بمن اسطو وانك ساعدي |
|
وعضبي اذا ما ضاق يـوماً مقامها |
أخي فمن يعطي المكارم حقها |
|
ومن فيه اعـزازاً تطـاول هـامها |
أخي فمن للمحصنات اذا غدت |
|
بملساء يذكـي الحائمـات رغامها |
أخي لمن اعطي اللواء ومن به |
|
يشق عباب الحرب ان جاش سامها |
أخي فمن يحمي الذمار حفيظة |
|
اذا ما كبا بالضاريـات اعتـزامها |
كفى أسفاً اني فقدت حشاشتي |
|
بفقـدك والارزاء جـد احتـدامها |
فوالهفتا والدهر غدر صروفه |
|
عليك وعفواً ناضلتـنـي سهـامها |
سيم الهوان بكربلاء فطـار للعز |
|
الرفيـع بـه جـنـاح ابـائـه |
انى يلين الـى الـدنيـة ملمساً |
|
أو تنحت الاقـدار مـن ملسـائه |
هو ذلك البسام فـي الهيـجـاء |
|
(والعباس) نازلـة علـى اعدائه |
من حيدر هو بضعة وصفيحـة |
|
من عزمـه مشحـوذة بمضـائه |
واسى اخاه بموقف العز الـذي |
|
وقفت سواري الشهب دون علائه |
ملك الفرات على ظماه واسـوة |
|
بأخيه مات ولـم يـذق من مائه |
لم انسه مذكـّر منعـطـفاً وقد |
|
عطف الوكاء علـى معين سقائه |
ولوى عنان جواده سرعان نحو |
|
مخيـم يطـفـي أوار ظمـائـه |
فاعتاقه السدان من بيض ومن |
|
سمر وكـل سـد رحـب فضائه |
فانصاع يخترق الصوارم والقنا |
|
لا يرعوي كالسهـم فـي غلوائه |
يفري الطلا ويخيط افلاذ الكـلا |
|
بشبـاة أبيضـه وفـي سمرائه |
ويجول جـولة حيـدر بكتـائب |
|
ملأ الفضا كالليل فـي للمـائه |
حتى إذا ما حان حـيـن شهادة |
|
رقمت له في لوح فضل قضائه |
حسمت مذربة الحسـام مقـلـة |
|
لسقائـه ومجيـلـة للـوائـه |
أمن العدى فتكـاتـه فـدنـا له |
|
من كان هيابـاً مهـيـب لقائه |
وعلاه في عمد فخـر لوجهـه |
|
ويمـينـه ويسـاره بـأزائـه |
نادى اخاه فكـان عنـد نـدائه |
|
كالكوكـب المنقض في جوزائه |
وافى عليه مفرقاً عنـه العـدى |
|
ومجمعاً ما انبث مـن اشـلائه |
وهوى يقبله وما من مـوضـع |
|
للـثـم الا غـارق بـدمائـه |
ويميط عن حر المحيـا حمـرة |
|
علقيـة صبغـت لجين صفائه |