نقدت بديع النظم نقد الصيارف |
|
فطل وإفتخر فيه على كل عارف |
وجزت مدىً مستوقفاً كل فكرة |
|
بصائب فكر عنه ليس بواقف |
وجئت بما لم يأت فيه إبن حرة |
|
مجيدا قريضا من تليد وطارف |
نظمت دنانير البديع قلائدا |
|
تحلي بأبهاهن جيد الصحائف |
والقحت أبكار القريض فأنتجت |
|
يتيمات در أعجزت كل واصف |
وتاجرت ال الله بالمدح والرثا |
|
ففزت بربح منه خضر المطارف |
وأثلجت أكباد الموالين فرحة |
|
وأرغمت فيه أنف كل مخالف |
سرى القلم الجاري بيمناك مادحا |
|
فلست ترى في الحشر هول المواقف |
لم تحي يا مرء في سمع وفي بصر |
|
الا لتحيي منك القلب بالعبر |
هماد ليلاك أن الدهر ذو غير |
|
وإن آجالنا تأتي على قدر |
أعد أخا العقل في أولى الورى نظرا |
|
فهل ترى منكر الأخرى أخا نظر |
إن الذي صير الأحياء ميتة |
|
هو الذي يبعث الموتى من الحفر |
أعمار هذا الورى في دهرهم شجر |
|
لكن أعمالهم للعمر كالثمر |
لا تعجبنك أعمال أتيت بها |
|
فالعجب يجعلها كالزرع في المدر |
كم زارع خاب من عقبى زراعته |
|
وكم أخي تجرة قد آب بالضرر |
قل للمواعظ قد أودى أبو حسن |
|
إن تنصفي فالحقي فيه على الأثر |
هل بعد كاظم ذو وعظ مواعظه |
|
في القلب تثبت مثل النقش في الحجر |
يا واعظا أصبحت فينا منابره |
|
كأنها الفلك الخالي من القمر |
يبكيك منبرك السامي وحق ظما |
|
لعوده اليبس إن يبكي على المطر |
قد كنت إنسان عين الواعظين فما |
|
من بعد إنسان تلك العين من أثر |
هب صرت عيا فأنت اليوم واعظنا |
|
بما عليك تلوناه من السور |
لا تحسبن مات من في الناس خلفها |
|
مآثرا كعداد الأنجم الزهر |
تاجرت ربك في عمر حباك به |
|
ولا يخيب لديه كل متجر |
قد كنت من أجله ترقى على سرر |
|
الدنيا فرقاك في الأخرى على سرر |
رح بالأمان الى الفردوس أن بها |
|
أحبابك السادة الأطهار من مضر |
إن تبكك الناس تبكي منك أوثقها |
|
فعلا وأصدقها في النقل للخبر |
من للمحافل إن قراؤها خرست |
|
رأيت أقواله فيهن كالدرر |
من للرثاء إذا ما عيي ناظمه |
|
أدى مطول معناه بمختصر |
من للصلاة يؤديها بأولها |
|
كانما كان ذا حتما على البشر |
من للظلام إذا ما جن حالكه |
|
أحياه نافلة لله بالسهر |
بؤس الزمان فقد أودى بزينته |
|
وزين أهليه من بدو ومن حضر |
يا دهر لا تعتذر عما جنيت فقد |
|
كسرت في المجد كسرا غير منجبر |
إن كنت تأمل منا العفو فإرع لنا |
|
ما دمت باق حمى أبنائه الغرر |
الحائزين العلى والحالفين بها |
|
لا يتركون بها فخرا لمفتخر |
والناهجين على منهاج والدهم |
|
وكان برا عفيف النفس والأزر |
فمن علي على قدرا ومن حسن |
|
كجعفر ونداه غير منحصر |
بشراك إيتها الأعواد في نفر |
|
هم للمكارم كالأرواح للصور |
قد أشرق الدهر بشرا من خلائقهم |
|
إشارق ناحية أآكام بالزهر |
يا ربي فإقبل دعائي بالختام بأن |
|
تكون خاتمة للسوء والكدر |
مذ صوت الناعي بفقد الكاظم |
|
أورى الضرام بقلب أهل الكاظم |
أصمى القلوب بفقده وبنعيه |
|
نثر الدموع وعجز فكر الناظم |
لم أدر لما غاله غول الردى |
|
هل رام فيه سوى ضلال العالم |
إذ كان هاديه الوحيد بوعظه |
|
ولسانه في الوعظ شفرة صارم |
هذي المنابر قد فقدن معظما |
|
بفراقه أضحت بغير قوائم |
فقدت خطيبا عالما في فنه |
|
ما كل من يدعى الخطيب بعالم |
قد كان شيدها بحسن خطابه |
|
ولكم به هديت صنوف عوالم |
هذي المآتم موحشات بعده |
|
وبفقده إشتغلت بنصب مآتم |
بكت المحقق والمدقق والذي |
|
قد أثبت الحق الصريح لفاطم |
كم عصبة في نصحه وبهديه |
|
للحق أرشدها بحسن تفاهم |
لما سروا في نعشه وتخاله |
|
فلكا جرى في بحرها المتلاطم |
حفت به من ال هاشم عصبة |
|
إذ كان يدعى للحسين بخادم |
ولهاشم أولى به من أهله |
|
إذ كان يحسن في المديح لهاشم |
إن غاب عنا شخصه فالكل من |
|
أشباله علم وليث ضراغم |
هذا علي حاز مجدا في الورى |
|
ما حازه أحد بنصب سلالم |
حسن الفعال كريمة أخلاقه |
|
في العز والعلياء غير مزاحم |
وكذاك جعفر في الأنام مبجل |
|
والكل بحر قد جرى بتلاطم |