قسمـت قلبـي بيـن الهم والكمد |
|
ومقلتي بين فيض الدمــع والسهد |
ورحت في الحسن أشكالا مقسمة |
|
بين الهـلال وبيـن الغصن والعقد |
أريتنـي مـطراً ينـهل سـاكبه |
|
مـن الـجفون وبرقاً لأح من برد |
ووجنـة لا يروي مـاؤها ظميء |
|
بخلأ وقــد لـذعت نيرانها كبدي |
فكيف أبقي على ماء الشئون وما |
|
أبقى الغرام على صبري ولا جلدي؟ |
بلاني الحب منك بمـا بلاني |
|
فشأني أن تفيض غروب شأني |
أبيت الليـل مــرتفقاً أناجي |
|
بصـدق الـوجه كاذبة الأماني |
فتشهد لـي على الأرق الثريا |
|
ويعلـم مـا أجـن الـفرقدان |
إذا دنت الخيـام بـه فـأهلا |
|
بـذاك الـخيم والـخيم الدواني |
فـبين سـجوفـها أقمار تم |
|
وبيـن عـمادهـا أغصان بان |
ومـذهبـة الخـدود بجلنـار |
|
مفضضـة الثغـور بأقحـوان |
سـقانـا الله مـن رياك رياً |
|
وحيـانا بـأوجـهك الحسـان |
ستصرف طاعي عمن نهاني |
|
دموع فيـك تلـحى مـن لحاني |
ولـم أجـهل نصيحته ، ولكن |
|
جنون الحب أحلى في جنـانـي |
فيا ولع العـواذل خـل عني |
|
ويا كـف الغـرام خذي عناني |
أروم منـك ثمـاراً لسـت اجنيهـا |
|
وأرتجي الحال قد حلت أواخيها |
استـودع الله خـلا منـك أوسعـه |
|
وداً ويـوسعنـي غشاً وتمويها |
كـأن سري فـي أحـشائـه لـهب |
|
فما تطيق لـه طياً حـواشيهـا |
قـد كـان صـدرك للأسرار جندلة |
|
ضنينـة بـالذي تخفي نواحيها |
فصار من بعد ما استودعت جوهرة |
|
رقيقـة تستشـف العين ما فيها |
هل للعليل سوى ابن قرة شافي |
|
بعـد الإله؟ وهل له من كافي؟ |
أحيـا لنـا رسم الفلاسفة الذي |
|
أودى وأوضح رسم طب عافي |
فكـأنـه عيسى بن مريم ناطقا |
|
يهـب الحياة بأيسر الأوصاف |
مثلت لـه قـارورتي فرأى بها |
|
مـا اكتن بين جوانحي وشغافي |
يبدو لـه الـداء الخفي كما بدا |
|
للعين رضراض الغدير الصافي |
أقـارع أعـــداء النبــي وآلـه |
|
قراعاً يفل البيض عـنـد قـراعه |
وأعلـم كـل الـعلــم أن وليهـم |
|
سيجزى غداة البعث صاعاً بصاعه |
فــلا زال مـن والاهـم في علوه |
|
ولا زال من عاداهم في اتضـاعه |
ومـعتزلـي رام عــزل ولايتـي |
|
عـن الشرف العالي بهم وارتفاعه |
فمـا طاوعتنـي النفس في أن أطيعه |
|
ولا أذن الـقـرآن لـي في اتباعه |
طبـعت علـى حب الوصي ولم يكن |
|
لينـقل مطبـوع الهوى عن طباعه |
أجانبهـا حـذاراً لا اجتنابـا |
|
واعتب كي تنازعني العتابا |
وأبعـد خيـفة الواشين عنها |
|
لكي ازداد في الحب اقترابا |
وتأبـى عبـرتي الا انسكابا |
|
وتأبـى لـوعتي إلا التهابا |
مـررنا بـالعقيق فكم عقيق |
|
ترقرق فـي محاجرنا فذابا |
ومن مغنى جهنا الشوق فيـه |
|
سؤالا والدموع لـه جوابـا |
وفي الكلل التي غابت شموس |
|
إذا شهـدت ظلام الليل غابا |
حملت لهـن أعبـاء التصابي |
|
ولم أحمـل من السلوان عابا |
ولو بعدت قبابك قـاب قوس |
|
مـن الـواشين حيينا القبابا |
نصـد عن العذيب وقد رأينا |
|
على ظمـأ ثنـاياك العذابـا |
تثنـي البـرق يذكرني الثنايا |
|
على أثناء دجلة والشعـابـا |
وأياما عهدت بهـا التصابـي |
|
وأوطانا صحبت بهـا الشبابا |
أرى الشاعريـن الخالـديـن سيـراً |
|
قصائد يفنى الدهر وهي تخلـد |
جـواهر مـن أبـكار لفظ وعـونه |
|
يقصـر عنهـا راجز ومقصد |
تنـازع قـوم فيهمـا وتنـاقضـوا |
|
ومـر جـدال بينهـم يتـردد |
فطائفة قــالـت: سعيـد مـقـدم |
|
وطائفة قـالت لهـم: بل محمد |
وصاروا الى حكمـي فأصلح بينهم |
|
ومـا قلت إلا بـالتي هي أرشد |
هما في اجتماع الفضل زوج مؤلف |
|
ومعناهما مـن حيث يثبت مفرد |
يا حسن دير سعيـد إذ حللت بـه |
|
والارض والروض في وشي وديباج |
فما تــرى غصنـا إلا زهرتـه |
|
تــجلوه في جبـة منـهـا ودواج |
وللحمــائم ألحـان تـذكرنــا |
|
أحـبابنا بيـن أرمــال وأهـزاج |
وللنسيم علــى الغـدران رفرفة |
|
يــزورهـا فتلقــاه بــامـواج |
وكلنـا مــن أكاليل البهار على |
|
رؤوســنا كـأنو فــي التــاج |
ونحـن فـي فلك المحيــط بنا |
|
كأننا فــي سمــاء ذات أبــراج |
ولـست أنـسى ندامى وسط هيكله |
|
حتى الصبـاح غـزالا طرفه ساجي |
أهز عطفـي قضيـب البان معتنقاً |
|
منـه والثـم عـينـي لــعبة العاج |
وقـولتي والتفـاتي عند منصرفي |
|
والشوق يزعـج قلبـي أي إزعـاج |
يا دير ياليـت داري في فـنائك أو |
|
يـا لـيـت لـي فــي درب دراج |
ما جـاك بـعدك لحظي في سنا القمر |
|
إلا ذكــرتــك ذكر العين بالاثر |
ولا استطلـت زمـام الليـل من أسف |
|
إلا على ليلـة مرت مع الـقصـر |
يـا ليـت ذاك السـواد الجون متصل |
|
قـد استعـار سـواد القلب والبصر |
جمعت معنى الهوى في لحظ طرفك لي |
|
ان الحوار لمفهــوم مـن الحـور |
لأيهنأ الشامت الـمـرتـاح نـاظـره |
|
أنـي معنى الامـانـي ضائع الخطر |
هـل الريـاح بتـخم الارض عاصفة |
|
أم الكسـوف لـغير الشـمس والقمر |
ان طال فـي السجن ايداعي فلا عجب |
|
قد يودع الجفـن حـد الصارم الذكر |
وان يثبـط أبـا الـحزم الـرضا قدر |
|
عن كشف ضري فلا عتب على القدر |
من لـم أزل مـن تدانيـه علـى ثقة |
|
ولـم أبت مـن تجنيـه علـى حذر(1) |