عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 275

الأعتبارات المعمارية والتخطيطية المقترحة
لتطوير مركز المدينة والمناطق المحيطة به

سنتناول فيما يلي أهم الأعتبارات المعمارية والتخطيطية المقترحة لمركز المدينة والمناطق المحيطة به ، حيث سيتم تناوله من الجوانب التالية :
1ـ معايير التصميم العمراني.
2ـ تحديد سياسات التجديد لمركز المدينة والمناطق المحيطة به.
3ـ المقترحات المتعلقة بتوزيع أستعمالات الأرض.
4ـ الخطوط المقترحة للتخطيط والتطوير العمراني.\
5ـ مقترحات لنظام حركة المشاة والمركبات ومواقف السيارات.
6ـ مقترحات لتشجيع وجذب السواح والزوار.
7ـ التعامل مع الخصوصية العمرانية المتمثلة بالعناصر والمفردات المعمارية في الأبنية الجديدة.

1ـ معايير التصميم العمراني
  • أستعادة الروضتين لإطارهما بإعادة إحياء النسيج العمراني الذي يقع بين الروضتين وما يحيط بهما ، والتأكيد على أهميتهما ودورهما كمركزين للتكوين الفضائي وعنصرين مهيمنين عليه وضيفياً وبصرياً.

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 276

  • إعادة تطوير المنطقة التي تحيط بالروضتين وفق معايير عمرانية تتناسب مع التخطيط والتصميم العمراني الجديد لمركز المدينة والمناطق العمرانية الأخرى من المدينة القديمة.
  • إحياء منطقة الأسواق القديمة التي تقع بين الروضتين ، والتي هدمت في السنوات الماضية ، وخاصة الأسواق الكبير والمحلات التجارة والقيساريات والتي كانت محاورها مركز حركة المشاة الرئيسية ما بين الروضتين.
  • ربط المنطقة التجارية الجديدة ، التي تقع ما بين الروضتين أو ما يحيطهما ، مع المناطق التجارية الأخرى في المدينة القديمة بمحاور حركة المشاة ضمن بيئة مخصصة تتوفر فيها مستلزمات الجذب والراحة والتكامل بينهما لإيجاد مركز للمدينة يعبر عن أستمرارية التطوير العمراني للمركز الديني لمدينة كربلاء.
  • إبراز العناصر المعمارية التقليدية للمدينة والتأكيد على خصائصها بشكل يُعبر عن أصالة المركز الديني لمدينة كربلاء ، وأستلهام تلك العناصر بأسلوب معاصر في تخطيط وتصميم مركز المدينة.
  • التأكيد على تكامل وترابط الأبنية الجديدة مع الروضتين والمناطق المحيطة بهما ، والنسيج العمراني للمناطق السكنية المجاورة في المدينة القديمة ، وكذلك ربط الأسواق المقترحة الجديدة بالمناطق السكنية والتجارية المجاورة لتطوير وتنشيط الفعاليات التجارية فيها لإيجاد نسيج عمراني متكامل للمدينة ككل.
  • ضمان أستمرارية محاور الحركة على أمتداد المنطقة الواقعة بين الروضتين وما حولهما ، بحيث تصبح هذه المنطقة هي محور الحركة الرئيسي ، وكذلك أرتباطها بالشارع الدائري الذي يحيط بالمدينة القديمة والطرق الدائرية الجديدة المقترحة.

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 277

    إن الهدف الذي نسعى لتحقيقه بذلك ، هو التأكيد على الهوية الدينية والثقافية للمركز التاريخي لمدينة كربلاء ، وإبراز مكانتها العمرانية وإعادة إحياء رصيدها التراثي الأصيل.

    2ـ تحديد سياسات التجديد لمركز المدينة والمناطق المحيطة به

    تضم المناطق المحيطة بالروضتين أبنية تتباين كثيراً في ملاحمها الإنشائية والمعمارية. ولذا فإن تحديد سياسة التجديد والتطوير المتبعة بالنسبة لكل بناية أو مجموعة أبنية يعتمد على المعايير التالية :
  • الحالة الإنشائية للبناية في الوقت الحاضر (اي إزالة الأبنية الرديئة وترميم وتحسين الأبنية ذات المستوى العمراني المقبول) .
  • مدى كفاءة أستغلال رقعة الأرض المشيدة عليها البناء (إزالة الأبنية والمنشآت التي لا تتناسب كفاءة استغلالها من حيث حجم المساحات الوظيفية مع قيمة الأرض وموقعها بالنسبة لمركز المدينة) على أن لا يشمل ذلك الأبنية الدينية والتراثية.
  • مدى ملائمة الوظيفة والإستغلال بالنسبة لسياسة أستعمالات الأرض المقترحة.وهذا يستلزم إزالة الأبنية التي أصبح موقعها عائقاً في تحسين المنطقة المحيطة بالمركز.
  • القيمة المعمارية والتاريخية والملامح التراثية التي تملكها البناية.
  • موقع البناية ضمن النسيج العمراني المحيط وأثرها في تماسكه.
  • مدى تعارض الأبنية مع مؤشرات التصميم العمراني المقترح (إزالة الأبنية الرديئة ذات الطرز المعمارية المتنافرة والمؤثرة على الخصائص العمرانية للمنطقة وخاصة عمارة الروضتين والبناء المقترح بينهما) .

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 278

  • أنقطاع أستمرارية الأبنية المطلة على المنطقة المحيطة بالروضتين من حيث النسيج العمراني ، وخاصة وجود فراغات بين الأبنية وعدم أستمرارية الارصفة المسقفة والأرتفاعات المختلفة فيها بينها.
  • الخواص البصرية ومدى التعبير عن الخصائص التقليدية (كمثال أرتباط الأسواق الجديدة بمنطقة المركز بصرياً بالروضتين) .

    3ـ المقترحات المتعلقة بتوزيع أستعمالات الأرض

  • إن مؤشرات أستعمالات الأرض للمنطقة ما بين الروضتين وما يحيطهما يجب إن تؤكد على القيم الروحية المتمثلة بالخصائص العمرانية للروضتين.
  • الفعاليات التجارية التقليدية المقترح إنشاؤها في مركز المدينة يجب أن تأخذ بنظر الأعتبار تقوية الترابط بين الجانبين الديني والدنيوي لها ، وبما يحفظ هوية المدينة الدينية والتاريخية.
  • مراعاة خصوصية المدينة وأهميتها الدينية ، وخاصة موقع عمارة الروضتين ، ضمن النسيج العمراني المحيط بهما ، بحيث يمنع إقحام أستعمالات غريبة أو مكثفة على هيبة ووقار فضائي صحني الروضتين الشريفتين وتحديد تلك الإستعمالات بما له تماس مباشر بمتطلبات حركة الزائرين.
  • تحديد مناطق تخصص فيها الحركة للمشاة فقط ، مع تغذيتها بحركة مركبات الخدمات دورياً ، وخاصة حول المحاور الرئيسية بين الروضتين وما يحيطهما ، وربطها مع أمكان القدوم من مواقف السيارات والنقل العام وخاصة من الشارع الدائري المحيط بالمدينة القديمة.
  • عدم إقحام المباني والفنادق الضخمة ، وكذلك مواقف السيارات الكبيرة بالقرب من مركز المدينة بحيث تؤثر على تماسك النسيج العمراني وأستمراريته وأرتباطه مع المناطق المحيطة بالمركز.

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 279

  • تنشيط وزيادة الفعاليات المرتبطة بوضيفة المدينة الدينية وخدمة الزائرين ، كالفنادق الصغيرة ، ودور إيواء الزوار ، والمطاعم ، المقاهي ، والمحلات التجارية ، والمرافق العامة ، ومراكز الإتصالات والإرشاد ، ومكاتب الشرطة السياحية ، والأستفادة من الإمكانيات السياحية التي تقع خارج المدينة ، كبحيرة الرزاة ، والبساتين الجميلة المحيطة بالمدينة ، وقصر الأخيضر ، وينابيع مدينة عين التمر (شثاثا) ، وكذلك الأبنية التاريخية والتراثية التي تقع داخل وخارج المدينة كالخانات والبيوت التراثية للإغراض السياحية ، والتي يمكن أن تبعث النشاط والحيوية هي الحياة الأقتصادية والأجتماعية والثقافية للمدينة.
  • إستعادة الوظائف الثقافية والتعليمية والدينية والتقليدية المرتبطة بالمدينة (كالمساجد ، والحسينيات والمدارس الدينية والمكتبات) للمحافظة على الهوية الدينية للمدينة ومنع تأثير الفعاليات التجارية عليها.
  • تحسين معايير البيئة السكنية في المدينة القديمة لإيقاف الهجرة السكانية منها وإلى مناطق سكنية أخرى ، والحفاظ على الوظيفة السكنية ، وذلك بأنتهاج سياسة متوازنة تجمع بين إعادة الحفاظ والتجديد ، وإعادة التطوير للرصيد السكني ، بحيث يجري صيانة المساكن الرديئة وإزالة الوحدات الرديئة جداً ، التي لا يمكن صيانتها لعدم جدواها أقتصادياً وإعادة بنائها من جديد. وكذلك تزويد المناطق السكنية بشبكات الخدمات الأجتماعية (كالمدارس ، رياض الأطفال ، حضانة ، مراكز صحية وأجتماعية) عن طريق أستغلال بعض المناطق الخالية ومواقع الوحدات السكنية المتهرئة.

    4ـ الخطوة المقترحة للتخطيط والتطوير العمراني

    تتباين الخطوط المقترحة للتخطيط والتطوير العمراني لمركز المدينة وما يحيط حسب قطاعاتها المختلفة وذلك كما يلي :

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 280

    أـ المنطقة الواقعة بين الروضتين (الساحة الواسعة) : وضع مقترح إعادة تصميم وتخطيط هذه المنطقة بحيث تكون مع الروضتين كياناً معمارياً واحداً متكاملاً ومتجانساً. وبلا شك فإن أقتراح صحن واسع ، أو أكثر من صحن ، يربط بين الروضتين بحيث يتلائم مع النسيج العمراني لمركز المدينة ، يعتبر من أكثر الحلول عملية ، وذلك لأستيعاب الأعداد الهائلة من الزائرين ، حيث يعتبر هذا الصحن ، أو الصحون ، أمتداداً طبيعياً لفضائي صحني روضتي الإمام الحسين وأخيه العباس وتوسيعاً لهما. ويكون الأرتباط الفضائي بينهما عبر البوابات (المداخل) التقليدية الموجودة في سور صحني الروضتين ، ويحاط الصحن ، او الصحون المقترحة ، من كل جانب من جوانبهما ، برواق عريض مسقف مستمر لحماية المشاة من مطر الشتاء وأشعة شمس الصيف الحارة ، بحيث يشرف الرواق على الصحن وتعلوه عقود (أقواس) مشابهة لعقود الأواوين التي تحيط بصحني الروضتين من الداخل ، وذلك للحفاظ على الطابع العام للعمارة الإسلامية لمركز المدينة ، وكذلك للحفاظ على حرمة وهيبة الروضتين ، ولإبعاد الصحن أو الصحون المقترحة عن صخب المركبات والتلوث الناتج عنها. وتمتد بمحاذات الأروقة التي تشرف على الصحون المقترحة غرف تخصص لأستراحة الزائرين.
    أما الطابق الأول ، فوق الرواق الأرضي (الذي يشرف على الصحن أو الصحون المقترحة ، فيشيد كرواق علوي آخر مسقف يستخدم كأستراحة مؤقتة للزوار وأهالي المدينة أيام المناسبات والزيارات الدينية المهمة ، وكذلك في الأيام الأعتيادية الأخرى.
    وفي القسم العلوي ، الذي يقع فوق الغرف في الطابق الأرضي المطلة على الصحن ، فيمكن أن تشيد غرف تخصص لأستراحة الزائرين أيضاً. كما يكون نمط التسقيف وفق الأساليب البنائية التقليدية (كالعقود والقباب والبوابات المداخل العالية) ، مع أستعمال الأساليب والطرق المعمارية الحديثة. وينبغي أن تكون الأبنية والفعاليات المقترحة في المنطقة الواقعة بين وحول الروضتين لا تتجاوز

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 281

    أرتفاعاتها طابقين ، أو لا تعلو أرتفاعاتها عن أرتفاع السور الخارجي للروضتين ، وذلك للحفاظ على هيمنة الروضتين الناتجة عن شموخهما وثراء معالجتهما المعمارية بالنسبة إلى النسيج العمراني الكثيف الواطئ الأرتفاع المحيط بمركز المدينة. وكذلك لتأكيد دور الروضتين كمراكز للتكوين وكعنصرين مهيمينين عليه وظيفياً وبصرياً.
    ب الأسواق المقترحة في مركز المدينة : إن الهدف من معالجات التصميم المعماري المقترح في مركز المدينة والمنطقة المحيطة به للأسواق التجارية ، محاولة إحياء أستمرارية النمط التلقيدي التي كانت عليه الأسواق القديمة في مركز المدينة قبل إن يتم هدمها ، وأستلهامها بأسلوب يجمع بين الأصالة والحداثة ، ويؤكد على الهوية الدينية لهذه المدينة المقدسة. ومن أبرز هذه المعالجاة :
    * إيجاد سوقين كبيرين على جانبي الصحن أو الصحون المقترحة التي تربط الروضتين ، ويكون السوقان ملاصقين لهما. إن الهدف من بناء هذين السوقين هو إحياء وتكريم للسوقين القديمين ، وهما سوق الحسين والذي يشمل أيضاً سوق التجار ، وسوق العباس ، وكذلك سوق العرب ، لما في ذلك من تراث وذكريات تقترن بهما ، ويرتبط كل سوق مع الصحن أو الصحون المقترحة بواسطة مداخل (بوابات) ، وكل سوق ينقسم إلى عدة أقسام تفصل بينهما الساحات الواسعة المسقفة ، والتي تتوزع منها المداخل والمخارج من وإلى الأسواق. وترتبط هذه الساحات من جهة ، مع الصحن أو الصحون ، ومن جهة أخرى بمواقف السيارات ، وتوجد كذلك السلالم ضمن هذه الساحات والتي تؤدي إلى الطابق العلوي للأسواق والأروقة المشرفة على الصحن أو الصحون ، ويتألف كل قسم من الأسواق من طابقين : الطابق الأرضي يحتوي على المحلات التجارية التي تتوزع على جانبي محور الحركة الرئيسي للسوق يرتفع إلى طابقين ، وذلك للتأكيد على أهميته ، وعطاء شعور مختلف عن السير في الممرات الثانوية الأخرى. أما الطابق

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 282

    الأول ، أو العلوي ، فيحتوي على المحلات التجارية وبعض ورش الصناعات اليدوية التقليدية ، وتتقدمها ممرات تطل على محور الحركة الرئيسي للسوق في الطابق الأرضي.
    * إن يكون أرتفاع الأسواق متجانساً مع أرتفاعات سور صحني الروضتين ، وكذلك مع أرتفاع الصحن أو الصحون الواسعة المقترحة التي تربط الروضتين ، ومع المناطق السكنية والتجارية المحيطة بهما من جهة أخرى.
    * كما يمكن أن يكون نمط بناء الأسواق وتسقيفها وفق الأساليب البنائية التقليدية لمدينة كربلاء مع أستخدام الأساليب والطرق المعمارية الحديثة.
    ج المرافق العامة : يقترح في تخطيط وتصميم مركز المدينة والمناطق المحيطة به ، تخصيص عدد من الأبنية الخاصة بالمرافق العامة للرجال والنساء ، تقع على جانبي الصحن أو الصحون المقترحة وبالقرب من الاسواق الجديدة المقترحة أو جزء منها ، بحيث تخدم هذه المرافق الزوار والمتسوقين من أهالي المدينة أو المناطق المحيطة بها في أن واحد. ويؤخذ بنظر الأعتبار أزدياد أعداد الزائرين في المناسبات الدينية المهمة.
    د السبيل (السقاية) : نظراً للأعداد المتزايدة من الزائرين لمدينة كربلاء ، وخاصة في المناسبات الدينية المهمة ، ولأجل توفير مياه الشرب لهم خصوصاً في فصل الصيف الحار ، سعى البعض من أهالي المدينة إلى إقامة أمكان خاصة لهذا الغرض ، وتشييد مخازن لمياه الشرب ، أطلق عليها السبيل أو (السقايات) . وهي مجهزة بحنفيات للمياه الباردة وأوان نحاسية تستعمل لشرب الماء. ومعظم السقايات ملحقة ببعض المساجد والبيوت وتطل على الشوراع والأزقة ، وخاصة القربية من الروضتين. ومن أشهر السقايات أو السبيل في مدينة

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 283

    كربلاء هي السقاية التي تقع في ساحة المخيم ، وقسم من السقايات تم زخرفة واجهاتها بنقوش آجرة أو قاشانية أو زخارف من الحديد أو النحاس.
    وقد أزيل الكثير منها بسبب الهدم الذي طال مركز المدينة ، أو نتيجة تطور أساليب توفير المياه للزائرين وذلك بأنتشار البرادات الكهربائية.
    يقترح في المنطقة موضوع الدراسة بين الروضتين والمناطق المحيطة بها ، توفير أماكن خاصة لمياه الشرب للزائرين وأهالي المدينة على غرار السبيل (السقاية) التي كانت منتشرة في أرجاء المدينة ، ولكن بأسلوب معاصر بجمع بين الحداثة والتراث. وقد أقيمت خلال الفترة الماضية عدد من السقايات الجميلة في المنطقة الواقعة بين الروضتين من قبل لجنة للمشاريع والصيانة لعمارة الروضتين الحسينية والعباسية.
    هـ الحمامات العامة : تعتبر الحمامات العامة أو الشعبية من أهم المرافق الحيوية التي تخدم الزوار ، وخاصة في أيام الزيارات الدينية المهمة ، لما لهذه الحمامات من أهمية بالنسبة للزائرين وأهالي المدينة لأنها ضرورية للتطهير والأغتسال ووسيلة للاستعداد للعبادة. لذلك يقترح في تخطيط وتصميم المنطقة موضوع الدارسة تخصيص عدد من الحمامات العامة أو الشعبية الخاصة بالرجال والنساء تقع ضمن مركز المدينة ، وبأستلهام الطرق البنائية التقليدية للحمامات القديمة مع أستخدام مواد البناء المحلية.
    و العيادات الطبية : نتيجة تدفق أعداد كبيرة من الزائرين في أيام الزيارات الدينية المهمة ، يقترح عند تخطيط وتصميم مركز المدينة ، إقامة عدد من العبادات الطبية للإسعاف الأولية وحالات الطوارئ ، وفي مواقع يسهل على سيارات الإسعافات الأولية وحالات الطوارئ ، وفي مواقع يسهل على سيارات الإسعافات الأولية وحالات الطوارئ ، وفي مواقع يسهل على سيرارات الإسعاف الوصول إليها من المستشفيات الكبيرة ذهاباً وإياباً والتي تقع خارج المدينة الضرورة.

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 284

    زـ الحسينية الحيدرية (قاعة الأحتفالات) : يقترح في تخطيط وتصميم المنطقة موضوع الدراسة إحياء وإعادة مبنى الحسينية الحيدرية في موقعها القديم ، مقابل باب الرجاء أحد أبواب الروضة الحسينية ، لما لهذه الحسينية من أهمية دينية وثقافية. فقد كانت بمثابة قاعة للأحتفالات تقام فيها المهرجانات والأحتفالات في المناسبات الدينية المهمة إضافة لكونها إحدى أكبر الحسينيات التي تستقبل الزوار في مدنية كربلاء. ويؤخذ بنظر الأعتبار ، عند تصميم الحسينية ، التطورات الجديدة للمنطقة ما بين الروضتين وما حولهما لكي تتلائم مع الطابع المعماري لمركز المدينة الجديد ، وكذلك الوظائف المناطة بها ومنها قاعة للأحتفالات وكذلك لإسكان الزائرين وغيرها ، أو يُعاد بناؤها في منطقة أخرى غير بعيد عن مركز المدينة ، أو تكون جزءاً من التوسعة الجديدة ما بين الروضتين.
    ح الفنادق الصغيرة : يتضمن المشروع المقترح للمنطقة ما بين الروضتين وما حولهما مباني تحيط بالروضتين هي عبارة عن فنادق صغيرة مخصصة للزوار والسواح وتتكون من طابقي ، طابق أرضي يتخلله طابق نصفي وطابق أول ، حيث يستخدم الطابق الأرضي للاستعمالات التجارية والخدمية ، أما الطابق النصفي فيستخدم كإدارة لهذه الفنادق بالإضافة إلى وجود غرف أخرى ومرافقها تستخدم للسكن.
    أما الطابق الاول فيستخدم كغرف نوم وحمامات موافق ، وقسم من هذه الفنادق يقسم الطابق الأول إلى شقق صغيرة تستخدم من قبل عوائل الزوار والسواح ، اما الطابع المعماري لهذه الأبنية فيجب أن يتطابق مع الطابع المعماري العام للأبنية المقترحة في مركز المدينة.
    ط مخافر الشرطة : يتضمن المشروع المقترحة لمركز المدينة ما بين الروضتين وما حولهما ، مخافر للشرطة ، خصوصاً الشرطة السياحية ، تقع على جانبي الصحن أو الصحون المقترحة وبالقرب من الاسواق التجارية المقترحة ،

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 285

    وذلك لتقديم الخدمات الضرورية في مركز المدينة ومنها خدمة الزائرين والسواح.
    ي مركز الاتصالاة : نظراً لأهمية الإتصالات في حياة الزائرين والسواح وسكان المدينة ، لا بد من تخصيص أماكن كمراكز للأتصالات التلفونية ومراكز للأنترنت.

    5ـ مقترحات لنظام حركة المشاة والمركبات ومواقف السيارات

    يختلف نظام حركة المشاة في مركز مدينة كربلاء عن كثير من مراكز المدن الدينية الإسلامية ، كمكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف والنجف الأشرف والكاظمية وسامراء الحالية ومشهد وقم ، وذلك أن كثافة الحركة في تلك المدن ، وخاصة في مناسبات الزيارات المهمة ، تتركز بصورة رئيسية حول المسجد أو المرقد. أما في مدينة كربلاء فإن كثافة الحركة تتركز في الساحة الواسعة حالياً التي تربط الروضتين ، إضافة للمناطق المحيطة بهما ، لذا فهذه المنطقة ينبغي الأهتمام بها لأنها حلقة الوصل بين الروضتين ، ولكن اليس على حساب الروضتين ، وإنما تكون جزءاً مكملاً لهما. وتتناقص كثافة حركة المشاة بشكل تدريجي كلما أبتعدنا عن المركز ، وبالإضافة إلى كون الساحة الواسعة تربط الروضتين فإنها تعتبر الشريان الرئيسي الذي يربط بالاسواق والشوارع والأزقة في المدينة القديمة.
    مواقف المركبات : إن طبيعة نظام حركة المركبات في المدينة يقسم إلى قسمين :
    أ في الأيام الأعتيادية (في غير مواسم الزيارات) .
    ب في مواسم الزيارات المهمة.

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 286

    * توفير مواقف السيارات للزائرين في غير مواسم الزيارات ، وكذلك المتسوقين من أهالي المدينة وأصحاب المحلات التجارية وسيارات الجنائز ، تحيط بالمنطقة ما بين الروضتين وفصلهما عن الحركة الرئيسية للمشاة بين الروضتين.
    * تطوير حركة المرور الدائري (في الشارع المحيط بالمدينة القديمة) بعد توسيعه وتزويده بأكبر قدر ممكن من مواقف السيارات لأستخدامها في مواسم الزيارات المهمة ، إضافة إلى علامات الإرشاد والإشارات الضوئية المرورية ، وتنشيط النقل العام فيه لتخفيف المرور المخترق للمدينة في الأيام الأعتيادية.
    * وضع معالجات مرورية مفصلة وضوابط وقوف السيارات وحركة المركبات والخدمات في مركز المدينة وفصلها عن حركة المشاة.
    مناطق المشاة : أحد المقترحات المهمة هو ربط المنطقة (ما بين الروضتين وما يحيطهما) والمدينة القديمة بشبكة متكاملة من ممرات المشاة تتكون من :
  • حركة المشاة في محور الساحة الواسعة التي تربط الروضتين أو الصحن أو الصحون المقترحة والأروقة الملحقة بها والتي تتفرع منها المداخل والمخارج إلى الأسواق ومواقف المركبات والمناطق التجارية والسكنية الأخرى المحيطة بمركز المدينة ، بحيث توفر بيئة أمنية تساعد في أستيعاب حركة المشاة بكل سهولة ويسر.
  • حركة المشاة في الفضاءات المسقفة المحيطة بالروضتين والأزقة والشوارع المرتبطة بهما والتي تربطهما ومواقف النقل العام المقترحة في الشارع الدائري المحيط بالمدينة القديمة.
  • شبكة الممرات التجارية المتمثلة في الأسواق المقترحة والتي تعتبر أمتداداً لشبكة الحركة في مركز المدينة ، ومنها تتفرع المخارج والمداخل إلى مناطق المدينة الأخرى.

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 287

  • إيجاد فضاءات وممرات تستوعب حركة المشاة الكثيفة ومواكب الجنائز بين موقف النقل العام في الشارع الدائري ومركز المدينة ، وخاصة عند أتجاهات المدن الرئيسية في العراق كبغداد والنجف والحلة.
  • توفير الظلال لممرات المشاة أمام الأبنية المقترحة في مركز المدينة ما بين الروضتين ، وكذلك الابنية الأخرى المحيطة بهما للحماية من العوامل والمتغيرات الجوية حيث تعتبر هذه الممرات حلقة الوصل والربط بين مركز المدينة والشارع الدائري مما يساعد على تقليل أستخدام المركبات داخل المدينة في الإيام الأعتيادية وكذلك الحد من التلوث البيئي والضجيج.
  • توفير المساحات الخضراء والمفتوحة ما بين الروضتين وقرب محاور الاسواق المسقفة وتقاطع الأزقة لإعطاء طابع خاص ومميز للمنطقة.

    6ـ مقترحات لتشجيع وجذب السواح والزوار

    من المتوقع زيادة حركة السياحة وتدفق الزوار والسواح إلى مدنية كربلاء في المستقبل للمارسة الشعائر الدينية. وإذا ما تم تنفيذ مشروع إعادة إعمار وتطوير مركز المدينة ، وكذلك مشارع خدمات الزوار ومنها (مراكز الخدمات السياحية والدينية وإنشاء مدن سياحية) فإن الهدف الذي تنشأ لأجله هذه المدن هو توفير السكن للسواح ، فإنها تستخدم أيضاً لإسكان الزائرين وخاصة في المناسبات والزيارات الدينية المهمة.
    لذا نقترح:
  • إنشاء مدينة سياحية في منطقة الرزازة التي تبعد عن مدينة كربلاء بحوالي 14 كلم إلى الغرب منها. وقد أختير هذا الموقع لأنه يقع في منطقة مفتوحة وواسعة ويطل على بحيرة الرزازة وكذلك لقربه من المدينة.

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 288

  • إقامة مدينة سياحية أخرى بالقرب من مرقد عون بن عبد الله على طريق كربلاء بغداد الجديد ، والذي يبعد عن المدينة بحوالي 12 كلم إلى الشمال الشرقي منها. وعادة ما يتوجه الزوار لزيارة وتكرم هذا المرقد ، بالإضافة إلى أن المنطقة المحيطة بالمرقد تُعد من المناطق الجميلة التي تكثير فيها بساتين النخيل والفواكه.
    وهذه المدن السياحية يجب أن تتوفر فيها جميع خدمات المدن السياحية كالمطاعم وملاعب الأطفال والحدائق وربطهما بالمدينة بشبكة طرق حديثة وتوفير وسائط نقل وذلك لتخفيف الضغط الكبير الذي تعاني منه المدينة في مواسم الزيارات.
  • إنماء وتطوير المناطق التجارية في المدينة القديمة والذي من الممكن أن يساهم بجذب عدد أكبر من السواح والزائرين ، وهو بدوره يؤدي إلى بناء الكثير من الفنادق السياحية الصغير وبيوت إيواء الزوار والسواح وذات مقياس يتناسب مع هيكل المدينة العمراني.
  • أستخدام الأبنية التراثية المحيطة بمركز المدينة كالبيوت والخانات لأستيعاب الزوار والسواح إضافة إلى كونها من الفعاليات السياحية والتي توفر بطريقة منظمة كافة المستلزمات الضرورية للسواح والزوار وبما لا يتعارض مع وظيفتها الأصلية كونها جزء من تراث المدينة.
  • يقترح تطوير منطقة عين التمر (شثاثا) سياحياً وذلك لكونها تقع بالقرب من قصر الأخيضر كأثر تاريخي بارز في العراق ، وتمتعها بأنتشار الينابيع المعدنية الصالحة لعلاج بعض الأمراض. وكذلك فإنها تمتلك ثروة زراعية مهمة كالتمور والرمان والزيتون. ويمكن ربط منقطة عين التمر بمنطقة بحيرة الرزازة وذلك لقربها منها ولغرض استثمارهما سياحياً مما يساعد على أنتعاش مدينة كربلاء اقتصادياً.

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 289

    7ـ التعامل مع الخصوصية العمرانية المتمثلة بالعناصر والمفردات المعمارية في الأبنية الجديدة

    إن الخصوصية العمرانية المحلية للمباني في المدينة القديمة تكمن أساساً في البيئة المتعلقة بروحية المدينة من جهة ، وفي الخصوصيات الجغرافية والتأريخية من جهة ثانية ، وفي مجمل العلاقات التي تشكل النسيج العمراني الخاص بالمدينة من جهة ثالثة.
    لذلك نرى أن هناك حاجة للتأكيد على التعامل مع تلك الخصوصية في المباني المقترحة للمنطقة ما بين الروضتين وما يحيطهما ، وذلك باستعادة الهوية الإسلامية لمركز المدينة بأسلوب وصياغة معاصرة لروحية القيم الإسلامية مع توضيف الأساليب التقنية المعاصرة بشكل خلاق بحيث تتلائم مع أصالة الاشكال والأنماط والمفردات العمرانية المتأتية من فلسفة الفكر الإسلامي والتقاليد والقيم الإجتماعية والإسلامية والعوامل المناخية.
    وبهذا يمكن القول بأن أبرز العناصر المعمارية الواجب أعادة إحيائها وعدم فقدان معالمها العمرانية الأصلية هو قلب المدينة العمراني المتمثل بالروضتين وما بينهما.
    وهذا يتضمن البحث عن طرق أستعمال العناصر والمفردات لمعمارية التي تجعل من الممكن أستعادة الطابع المعماري الإسلامي لمركز المدينة ، وذلك بالمحافظة على التفاعل والإيحائية بين مجمل المكونات المعمارية للبيئة المحلية ، وبإدخال عناصر معامرية مكملة وإضافية ، تشكل مع العناصر الموجودة في عمارة الروضتين ومحيطهما ، كياناً عمرانياً متجانساً يحقق المتطلبات الجديدة لمركز المدينة التي تقتضي أغناؤها بتفاصيل معمارية مستقاة من العمارة التقليدية لمدينة كربلاء ، والتي هي عبارة عن زخارف آجرية كالمقرنصات المعقدة الجميلة والنتوءات وأشكال من الزخارف الهندسية وبعض الكتابات وأنواع الخطوط ،

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 290

    وخاصة الخط الكوفي الجميل الذي استعمل بكثرة على شكل زخارف لكتابة الآيات القرآنية الكريمة ، وكذلك الزخارف القاشانية والخشبية المتنوعة كالشناشيل (المشربيات) ، والذي يعتبر الأرابيسك القاسم المشترك لكل هذه الفنون الإسلامية.
    وفي نفس الوقت فإن الأشكال البنائية الآجرية كالعقود والقباب والقبوات والأفاريز من الآيات القرآنية الكريمة هو نوع من أنواع الأرابيسك الذي تختص به الروضات المقدسة والأبنية الدينية الأخرى في مدينة كربلاء ، والذي يجب أن تتميز به الابنية المقترحة أيضاً.
    وكذلك بأستخدام مواد البناء المحلية كالطابوق (الآجر) والجص والبلاط المزجج (القاشاني) من دون فقدان بساطة الشكل العمراني وذلك بما يعزز الشعور بالهوية المحلية وكذلك لإضفاء التشويق والإثارة الحسية والبصرية في محاور المشاة الرئيسية.
    مقترح تطوير مركز مدينة كربلاء سنة 1996 م

    السابق السابق الفهرس التالي التالي